أهمية الاسمدة الحيوية
§
اسباب الحاجة للاسمدة والمخصبات الحيوية:
نظرا لمحدودية الأراضى والرقعة الزراعية الخصبة
فإن الفلاح يسعى جاهدا لزيادة المحصول وذلك بالإسراف وزيادة المعدلات والإستهلاك
من السماد الكيماوى والمبيدات ظنا منه أن هذه هى الطريقة المثلى لزيادة محصول
مزرعته وزيادة الإنتاج ضاربا بالتوصيات السمادية عرض الحائط ولكن بكل أسف هذا سلوك
خاطئ وينطوى على سوء إستعمال للموارد المتاحة له من تربة وسماد وتضييع لأمواله
بالإضافة لتلويث التربة والماء والغذاء.
ومن هنا جاء الإهتمام بالمخصبات والأسمدة البيولوجية والتى تعتبر
صديقة للبيئة ورخيصة التكاليف ومتاحة فى جميع أنحاء البلاد وإن أهمية إستخدم
الأسمدة الحيوية في الزراعة بهدف التقليل من الأسمدة المعدنية، الأمر الذي يؤدي
إلى التقليل من تلوث البيئة وتقليل تكلفة الإنتاج وزيادة المحصول من حيث الجودة
والكم.
·
تلوث الغذاء:
نتيجة للإسراف الشديد في إستخدام الأسمدة الكيماوية والمبيدات في
الأعوام السابقة ظهرت بوادر تلوث بيئي إمتد أثره إلى الغذاء وذلك بسبب أن طبيعة
المبيدات الكيماوية تبقى لمدد طويلة في التربة حتى تتحلل وكذلك الأسمدة الكيماوية
تضاف بكميات زائدة عن التوصيات مما تجعل لها طريق إلى الغذاء حتى وصلت إلى حليب
الأم مم يسبب خطورة شديدة على الأجيال القادمة. وتم تسجيل العديد من حالات تسمم
غذائي وأمراض خطيرة نتيجة لذلك في كثير من بلدان العالم.
·
الغذاء الصحي:
يُعرّف الغذاء الصحي على أنّه مجموعة متنوعة من الأطعمة التي تزود
الجسم بالعناصر الغذائية اللازمة للمحافظة على صحته، وتزويده بالطاقة، بالإضافة
إلى توليد شعور جيد لديه، وتشمل هذه العناصر الكربوهيدرات، والبروتينات، والدهون،
بالإضافة إلى المعادن، والفيتامينات، والماء. ويساعد إتبّاع نظام غذائي صحي على
الوقاية من الإصابة بسوء التغذية بمختلف أشكالها ولا يتأى ذلك إلا بإستخدام أطعمة
صحية .
·
خصوبة التربة:
تعانى الأراضى الرملية والصحراوية العديد من المشاكل التى تسبب إعاقة
عملية الإنتاج الزراعى منها على سبيل المثال طبيعة الأراضى الرملية بما تتصف به
هذه الأراضى من خشونة القوام و عدم وجود بناء أرضى ثابت و نقص حاد فى معظم العناصر
الغذائية وندرة وجود المادة العضوية و عدد الكائنات الدقيقة بها محدود جدا، و
نتيجة لهذه الطبيعة الخشنة و هذه المسامية العالية فإنها لاتحتفظ بالمياه و لا
بالعناصر السمادية.
ينعكس ذلك على عملية الإنتاج التى أصبحت مكلفة و كذلك فإن الأراضى
الجيرية بما تحتويه من نسبة عالية من كربونات الكالسيوم فإن المسامية بها ضئيلة
فإذا رويت مثل هذه الأراضى إحتفظت بالماء لفترات طويلة مما يجعل النبات عرضة
لأمراض أعفان الجذور و إذا جفت أحدثت تشققات عميقة تسبب تمزق الجذور علاوة على ما
تحدثه من رفع قيمة pH مما يؤدى الى تحويل صور معظم العناصر الى الحالة غير الميسرة لإمتصاص
النبات و يحدث أعراض النقص ثم الذبول فالموت للنباتات. إذن فهناك مشاكل عديده فى
مثل هذه الأراضى. ولذلك فإن العمليات الزراعية بها تختلف عن أراضى الوادى والدلتا
من حيث طرق الرى والزراعة وغيرها.
الإتجاهات الحديثة في التسميد الأزوتي والفوسفاتي الآمن في الزراعة
أكدت الدراسات العلمية والتطبيقية مساوئ التوسع في إستخدام الكيماويات
والتي منها الأسمدة الكيماوية نظراً لأن الإسراف في إستخدامها يؤدي إلى إحداث آثار
سلبية على البيئة وصحة الإنسان علاوة على أن بعض الأسمدة الكيماوية لها تأثير
مباشر على الإضرار بالكائنات الحية الدقيقة المفيدة بالتربة حيث تحدث خلل بالنظام
الطبيعي البيولوچي الموجود بالتربة وبالتالي تؤثر تأثيراً سلبياً علي خصوبتها
الطبيعية علاوة على تكلفتها الإقتصادية العالية.
ولهذا بدأ الإتجاه إلى ترشيد إستخدام تلك الأسمدة الكيميائية مع
التوسع في إستخدام البدائل الآمنة مثل الأسمدة الحيوية والطبيعية وذلك ضمن منظومة
جيدة تعرف بالزراعة النظيفة أو داخل برامج التسميد بالزراعات العضوية لما لها من
مزايا عديدة تسهم في تحسين الإنتاجية والجودة وإنتاج محصول آمن علاوة على الحفاظ
على البيئة.
وكذلك فإن إستخدام الأسمدة الحيوية له مردود إقتصادي عالي من حيث
التوفير في تكلفة برامج التسميد ولهذا نركز هنا على أهمية استخدام الأسمدة الحيوية
المفيدة للتربة والتي منها الأسمدة الأرضية النيتروجينية الفوسفاتية الحيوية ممتدة
المفعول التي تمد النباتات بعنصر النيتروجين (الآزوت) والفوسفور والكالسيوم
والكبريت والبورون من خلال تقنية بيولوجية عالية الكفاءة تعتمد على هذه
الكائنات الحيوية وهي مرحلة الكمون بفعل التقنيات الحديثة المستخدمة في إنتاجها
بصورة جراثيم أو كبسولات وتنشط مرة أخرى عند أضافتها للتربة.
وتستخدم أرضياً قبل أوأثناء الزراعة لجميع الحاصلات البستانية (فاكهة
– خضر – نباتات طبية وعطرية) وكذلك للحاصلات الحقلية ومحاصيل العلف.
ما معنى السماد
الحيوى؟
هو أى إضافات من أصل حيوى (سواء أكانت ميكروبات حية أو إفرازاتها) تمد
النبات النامى بإحتياجاته الغذائية، تسمى الأسمدة الحيوية أو اللقاحات الحيوية.
المخصب الحيوى –
اللقاح الميكروبى:
عبارة عن لقاح ميكروبى من أجناس ميكروبية متنوعة
عالية النشاط تعمل على تشجيع الدور الحيوى بالتربة حيث أنها تمثل البيئة الطبيعية
لمعيشة هذه الكائنات الحية حيث أنها تقوم بدور مغذى للتربة والنبات.
والأسمدة الحيوية تنتج من الكائنات الدقيقة، و
ذلك بإختيار الميكروب المطلوب إكثاره فى مزارع ملائمة ثم نقل النمو البكتيرى إلى
بيئة سائلة أو يحمل على مادة صلبة (الحامل) وهذا الحامل إما أن يكون بلاك بييت او
بودرة تلك أو غيرها من المواد التى لا تؤثر على حيوية اللقاح ومن أهم مميزات هذا
المنتج السائل إحتواء الملليمتر منه على حوالى 910
ميكروب أى أنه العبوة التى تكفى فدان بها حوالى
مليار خلية من الميكروب والذى يزيد من خصوبة التربة على طول موسم النمو.
·
التقليل من الأسمدة المعدنية الكيماوية، الأمر الذي يؤدي إلى التقليل
من تلوث البيئة وتقليل تكلفة الإنتاج وزيادة المحصول من حيث الجودة والكم.
·
يمكن إستخدام بعض أنواع من البكتيريا في المكافحة البيولوجية بحيث تقلل
من الإصابة بالأمراض الفطرية وأمراض النيماتودا.
·
يمكن إستخدام بعض أنواع من البكتيريا المنتجة للمواد المشجعة لنمو
النباتات.
·
تقليل تكلفة الإنتاج.
·
زيادة خصوبة التربة.
·
زيادة المحصول من حيث الجودة والكم.
·
إنتاج غذاء صحي وآمن للإنسان والحيوان.
·
تنشط نمو الكائنات الحية المفيدة بالتربة حيث يحسن التوازن البيولوجي
الطبيعي بالتربة.
·
تعمل على تيسير العناصر الصغرى (حديد – زنك – منجنيز – بورون…)
بالتربة وكذلك يعمل علي تيسير عنصر الكالسيوم والكبريت والفوسفور بالتربة.
·
وهي لها عديد من الفوائد :
أولاً: فوائد الأسمدة
الحيوية على مستوى البيئة:
تقليل تلوث البيئة ( بمساهمتها في تقليل إستخدام الأسمدة الكيماوية
النتراتية والفوسفاتية) وتلافي المشاكل التي قد تحدث أثناء التصنيع ببعض المصانع
الكيماوية المنتجة للأسمدة الكيماوية وخصوصاً المصانع التي لا تتب الإشتراطات و
الإحتياطات اللازمة لتلافي الأضرار الناتجة أثناء التصنيع.
فمن المعروف أن صناعة الأسمدة الأزوتية الكيماوية ملوثة للبيئة في
حالة المصانع التي لا تتبع الإحتياطات اللازمة لتلافي الغازات المتطايرة
أثناء التصنيع وذلك أما من ناتج غازات المصانع المنتجة للأسمدة الازوتية مثل (NO2 , NO) والتي تتفاعل مع طبقة الأوزون الحامية للغلاف الجوى وتحدث بها تآكل
مما يضر بالبيئة نظراً لما يحدثه هذا التأكل في تسرب الأشعة الفوق بنفسجية للأرض
مع ضوء الشمس.
يؤدي غاز ثاني أكسيد النتروجين في الجو إلي خفض كفأة الرئة وصعوبة
التنفس وخصوصاً عند الأطفال كما يزيد من حساسية الرئة للظروف البيئية الأخرى
الإستخدام الغير مرشد للأسمدة الكيماوية النتراتية يؤدي إلى تلوث
المياه الجوفية بالنترات وكذلك زيادة مستوى النترات بالثمار أو النباتات مما ينعكس
على صحة المواطنين نظراً لإختزال النترات إلى نيتريت بالامعاء وتمتص بالدم وتسبب
مرض الزرقة أو نقص الأكسجين بالدم ويؤدي ذلك للإصابة بالهيموجلوبينميا .
خروج أبخرة من الأحماض الكيماوية الخطرة علاوة على أنبعاثات غاز (CO2) ثاني أكسيد الكربون
الخطرة وكذلك غاز الفلور أثناء تصنيع الأسمدة الفوسفاتية الكيماوية له أثار خطيرة
على البيئة وذلك في حالة المصانع التي لا تتبع الإحتياطات والإشتراطات اللازمة
لتلافي هذه الإنبعاثات.
ثانياً : فوائد الأسمدة الحيوية على مستوى النباتات والمحاصيل:
1.
تقلل من تراكم النترات والنيتريت بالثمار وأنسجة النباتات مما يحسن من
جودة عامل الأمان بها.
2.
تقلل من الإصابات الفطرية على النباتات حيث أنه من المعلوم أن زيادة
إستخدام الاسمدة الأزوتية تعمل على ضعف أنسجة النباتات وزيادة الغضاضة بها مما
يزيد من حساسية إصابتها بالأمراض الفطرية.
3.
تقلل من إصابة الجذور بالأعفان نظراً لأن الكائنات الحية تفرز مضادات
حيوية تعمل على تقليل الإصابة بالأعفان.
4.
تنشط نمو الجذور نظراً لأن الكائنات الدقيقة المفيدة تفرز منشطات نمو
طبيعية (أكسينات ومشابهات السيتوكينين) التي تعمل على تنشيط نمو الجذور.
ثالثاً : فوائد
الأسمدة الحيوية على مستوى المزارع:
1.
توفير في التكلفة النقدية للتسميد مما يجعلها توفر في المدخلات
الزراعيـة .
2.
توفير في الوقت والجهد المبذول في تعدد جرعات التسـميـد .
3.
المحافظة على صحة المزارعين المتعاملين مع الأسمدة الحيوية .
4.
زيادة إنتاجية وجودة المحصول .
كل هذا يجعل الأسمدة الحيوية تساهم في التنمية
المستدامة.
والمقصود بذلك بأنها أسمدة تحافظ على البيئة وصحة
الإنسان المتعامل مع هذه الأسمدة وذلك من خلال تصنيعة أو عند التسميد به وكذلك
يعود بالربح الوفير على المزارعين والمتعاملين.
تعليقات
إرسال تعليق